عندما يموت الفقير تلتحف العيون بطوق رموشها وتتطاير الأحلام إلى عالمٌ آخر إلى ثنايا الوجع المكتوم بين ليلة وضحاها تتحول ساعتهُ إلى مقبره تحت التراب وصخور ملطخٌ بالصاروج صعدت روحهُ إلى السماء والتحف جسدهُ النحيف بثوب ساطعٍ ناصع البياض أنه ثوبُ الأغنياء والفقراء
يا ابن أدام كلنا تراب, لماذا تجبرك وجبروتك , لماذا تذلُ لنفسك لأبناء ثوبك وعشيرتك , لماذا تتبع الغنيُ وتبتعد عن من لا حولة لهم لا قوة, لماذا تباكي الغني بدمعة كاذبة, لماذا تمتنع مشاركة الفقير في فرحهِ وحزنهِ. يا ابن أدم, كلنا نموت , وكلنا سوف نتذوق طعمهُ , وكلنا سوف نلبس بنفس الثوب, ونحمل بنفس التابوت, وكلنا سوف ندفن بنفس المقبرة. يا ابن أدم, تذكر يوم الحساب, يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. يوم لا يعرفُ فيها الغني والفقير إلا من آتى الله بالعمل الصالح, تذكر بأن هناك الغني , الذى أغنت نفسهُ عن ملذات الدنيا, وأتغنى بالعمل الصالح, تذكر بأن هناك الفقير, الذي بخل نفسه من محاسن لله وتشبع من ملذات الدنيا وشهواتها وأكل مالها الحرام, ويقال أنه فقير العمل الصالح.
أخوتي, موقفٌ أستوفقني يومٌ ممات شخصٌ فقير, ولكنهُ غنىٌ عند الله بأعماله الصالحة, توفى ولم يكون هناك القليل من الناس يوم تغسيلهُ وتشيعُ جنازتهِ, وحتى يوم أيام العزاء, وبعد أيام أو أسبوع توفى من ذوى الجاه والنفوذ, من أبناء فلان أبن فلان, وأبوه شيخُ منطقة فلان, تناهلت الحشود من كل مكان, من الشرقِ ومن الغرب, حتى من لا يعرفهُ حضر, لأنه يعرفُ أنه أبن فلان.
هذا هو لان حالنا, الفقير, لا يعرف عنهُ لا في الحياة ولا في الممات, أما الغني عكس ذلك, ونسو أننا عبري سبيل فيها
الساعة الآن المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق يتم بين الأعضاء التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المسيلة الجزائري ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )