السلام عليكم
أحببت ان اوضح بعض النقاط في درس من دروس الفلسفة وهودرس مهم لشعبة الاداب و قد سبق ان تشرف في مواضيع البكالوريا و كان احد الاسئلة فيها و من غير البعيد ان يعود و يتشرف مرة اخرى و يكون احد اسئلة موضوع البكالوريا شعبة الاداب مادة الفلسفة
من المهم ان نذكر ان درس الاشعور بحد ذاته يتكون من اشكاليتين و هما
1- هل كل ما هو نفسي شعوري ؟
2- هل اللاشعور حقيقة علمية أو فرضية فلسفية
و ساتطرق الى الاشكالية الاولى دون اسهاب و التي تفيد _ هل كل ما هو نفسي شعوري؟
ففي الاشكالية الاولى تم الاختلاف في كون الانسان مدركا لكل ما يخالج نفسه و ما يحدث بداخله ,او كونه لا يعي كل ذلك بمعنى وجود اشياء في نفس الانسان لا يعيها و لايدرك بوجودها والتي تم تمثيلها بالاشعور
و في هذا تم بروز جدل واختلاف بين الفلاسفة حول كون كل ما هونفسي شعوري او كون هناك جانبا لا شعوريا من نفس الانسان
فقد راى المفكران و الفيلسوفان جون بول سارتر, و روني ديكارت ان كل ما هو نفسي شعوري مع نفي وجود جانب لا شعوري في نفس الانسان و مداخله.
و كان دليل روني ديكارت مبنيا على التفكير و الوعي و ان الشعور هو الوعي بما في داخل النفس و استدل بمقولته الشهيرة" انا افكر اذا انا موجود".
اما هوسرل فلم يختلف عن ديكارت كثيرا حيث رأى بان الشعور هو شعور و وعي بموضوع معين حيث لا يوجد حاجز و حائل بين ذواتنا و الموضوع الذي نشعر به.
من جهة اخرى رأى مؤسس مدرسة التحليل النفسي الطبيب النفسي فرويد و الذي كان قائد هذا الراي الذي يندد و يشدد بوجود جانب خفي في نفس الانسان و وجود افكار و ذكريات لا يعيها و لا يشعر بها مخزنة في عقله بل يقول ان اعظم واكبر جانب من نفس الانسان هو اللاشعور و شبه الحياة النفسية بجبل الجليد الذي لا يظهر منه سوى جزئه الاصغر فوق الماء و الذي مثله بالشعور في حين ان جزءه الاكبر مختفي تحت الماء و لا يظهر لمن يشاهد الجبل و ذلك هو اللاشعور, و قد مثل و جسد فرويد اللاشعور في مجموعة من التصرفات او الاعراض كما سماها وهي :
" الاحلام, فلتات اللسان, زلات القلم, الكذب و غيره....".
محتجا بان هذه الافعال هي افعال غير مقصودة و لا نقوم بها بارادتنا و وعينا.
كما و ارجع فرويد بواعث هذه الاعراض و اقام اساسس و ركيزة اللاشعور على الرغبات الخاصة بالشخص و التي تمتد منذ طفولته فتخزن في عقله الباطن و لا تتلاشى بل تعود في اشكال و تواليف اخرى لا يدرك اسبابها .
و من بين أقوال فرويد في هذا الصدد نذكر " النشاطات الشعورية لا تولد اعراضا عصبية"
و في مساعينا لمحاولة الحكم على قضية كون الحياة النفسية شعورية أو غير شعورية فاننا نركب الرايين و ندمجهما و نقول ان الحياة النفسية هي شعورية و لا شعورية و اننا يمكننا ان نفسر و ندرك و نعالج باللاشعور ما لم يمكننا فيه بالشعور.
و قد يكون هذا الموضوع محتويا على تفاصيل اكثر https://www.bacaloria-algeria.com/2020/06/filo-cho3our-lacho3our.html
تحياتي الطيبة لجميع التلاميذ المقبلين على امتحان البكالوريا و تمنياتي لهم بالتوفيق و النجاح ان شاء الله, فمن بينهم و فيهم طبيب ;) و قاضي و معلم المستقبل.