عضو مميز الجنس : المشاركات : 1264 تقييم المستوى : 65 #2151 مَزايا التســامح في بنـاء المجتمعـات الـإنسانية و رقيهـا ، :99989: المَوْضــووع الـأوّلْ ← مَزايا التســامح في بنـاء المجتمعـات الـإنسانية و رقيهـا ، :977: قَـال أحد البـاحثين : « التسـامح كلمـة محببة إلـى النفس ، و الـإسلام دين تسـامح ينبذ العــنف و الكراهيــة و يدعـو إلى التعـاون و الســلام ». :99989: • المَطــلوب : انطــلاقاً من القول حرر موضــوعاً عن التسـامح و دوره في بنـاء الفرد و المجتمع باتبــاع النمط الحجاجي ( الـاِعتمـاد على أمثلة من الـتاريخ و القرآن و الســنة ) ، مع توظيف التشـبيه بـأركانه ، باتبـاع الخطوات التـالية : :99989: المُقَــدمة : مَفـهوم التسـامح . :99989: العرض : دور التسـامح في بنـاء المجتمعــات الـإنسانية و رقيهــا . :99989: الخـاتمة : رأيك الخـاص حول التسـامح ، مع الدعوة إلى ضرورة التسـامح . ☺ـــــــــــــ☻ تَحْــرِيرِي :585: ☻ ـــــــــــــ ☺ كَم تطمئـن روحي حين تداعــب هذه الكلــمة فؤادي ، و كم يبتهج كيـاني حين أخط هـذه الكلمة بـأقلامي ، كلمة لهـا وقعٌ خـاصٌ في قلبي ، كلمة كالبحر في سعتهـا ، كلمة قـال عنهـا غـاندي :« لــا أحب هذه الكلمة ، و لكنني لـا أجد أفضل منهــا ».. إنــها التسامح ، الكلمة الجميــلة و الصفة الحميدة ، عمود أمتنـا و سمة حبيبـنا و رسولنـا ، إليهـا دعا الـإسلام ، و عليهـا قامت أمــم و أقوام . يعـود مفهوم التسـامح إلى تلك المدرسـة التي أسسهـا الرسول – صلى الله عليه و ســلم - ، حينمـا كان يحرص أشد الحرص على ترسيـخ هذه السمة في أفراد مجتمـعه ، و يعمل على غرسهـا في نفوسهم ، و يلقنـها لصغيرهم قبل كبيرهم ، فمـا دام – عليه الصـلاة و السـلام – قد أوصى بهـا فلا شك في دورهـا ببنـاء المجتمعات و تكوين الـأفراد الصـالحين ، فكلمـا كـان الفرد متسـامحاً كـان مرتـاح النفس .. مطمـئن البـال ، فلـا يستنفد طـاقته في المنـازعات و المشاحنـات ، ممــا يجعله منشغــلاً أكثر بالإنتــاج و متفرغــاً للعلم و المعرفة ، و هـو مـا ينعكس بالإيجـاب على مجتمعه ، فيزدهر و يرتقي . و أتذكـر هنـا دولـة النبي – صلى الله عليه و سلم – و مـدى تطورهـا و تنظيـمها بفضل انتـشار ثقـافة الـاعتذار و الصفح بين أفرادهـا .. و لعل أبرز موقفٍ شـدّ انتبَـاهي هو فتـحه – صلى الله عليه و سلم – لمكـة ، حينمـا دخلهـا فـاتحاً منتصـراً ، و قَـال :« يـا معشر قريش .. مـا تظنون أني فاعلٌ بكم ؟؟ »، فقـالوا :« أخٌ كريمٌ و ابـنُ أخٍ كريم »، حينهـا قال شفيعنـا – صلى الله عليه و سلم – كلمـاته التاريخية الذهبيـة الشـافية ( و المفـاجئة كـذلك ) ، قَـال :« اذهبـوا فـأنتم الطلقـــاء »... لَو كان هذا الشخص المنتـصر غير محمـد – صلى الله عليه و سلم – لقـلتها بكل ثقـة :« سيحرقـهم و هم أحيـاء » ، و لنـا في التاريخ عبـــرة . و لكن – و للأسـف – فإنّ الكثيرين يرفـضون التسامح و يروجـون لـلاِنتقام و الثـأر متنـاسين قوله تعـالى :﴿ و لْيَعْفُـوا و لْيَصْـفَحُوا ألَـا تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِـرَ اللهُ لَكُمْ و اللهُ غَفُـورٌ رَحِيـم ﴾.. و مـاذا لو تمعـن هؤلـاء قليـلاً في قول غـاندي :« إذا قـابلتَ الـإساءة بالـإساءة .. فمتى ستنـتهي الـإساءة ؟؟ » ،فالتسـامح صفة الرجـال العظمـاء ، صفـة ينبغي إحيـاؤها في مجتمعـنا الذي توقـف نمـوه و تلفت عجلة اقتصـاده بسبب عنـاد أفراده و إحجـامهم عن العفو .. بسبب أنانيتهـم و كراهيتـهم ، بل بسبب قلوبهـم المريضـة بمرض اسـمه الحقد .. فلنـنظر إلى قول تولستوي :« عَـظمة الرجـال تقـاس بمدى استعـدادهم للعفـو و التسـامح »، سيـكون حالنـا أفضل لو تحلينـا بالتسـامح ، سننهـض بأمتنـا و نرفع شـأنها بين الدول . فلْــنبـادر إذن إلى التسـامح ، و لْـنرمِ بعيداً بعنفنـا و كراهيتـنا ، لنقـتدِي برسولنـا ، و لنتـقرّب من إلهنـا ، فلْنسـارع إلى جنةٍ عرضـها السماوات و الـأرض بمسـارعتنا إلى هـذه الصفة الراقيـة ، فلْنـطهر قلوبنـا من الضغينة و الحقـد و لْنتـسابق إلى المسامحة و الصـفح ، فلْنـجسّد قول الـإمام الشافعي – رحـمه الله - : فعاشر بإنصـافٍ و سامحْ من اعتدى ______ و لـا تلْقِ إلّـا بالــتي هِي أحسن
|