تابعونا عبر Facebook
تابعونا عبر Twitter
     





 الأربعاء 21 فبراير 2018, 13:25
عضو مميز
عضو مميز
محاجب

الجنس : انثى
المشاركات : 1262
تقييم المستوى : 63


افتراضي مقالة جدلية عن ( العادة والارادة )

مقالة جدلية عن ( العادة والارادة )
مقدمة: يعتمد الإنسان في تكيفه مع الوسط الطبيعي والاجتماعي على آليات متعددة
كالسلوك الاعتيادي والسلوك الإرادي،إذا كانت العادة هي قدرة مكتسبة على أداء عمل
بطريقة آلية مع الدقة والسرعة واقتصاد في الجهد بينما الإرادة عملية نفسية عقلية تعني
أن يتأخذ العقل قرارا متدبرا يهدف إلى حسم الصراع القائم بين مجموعة من الميول. وهو ما أثار
الخلاف والجدل بين الفلاسفة أيهما يحقق التكيف مع الواقع العادة أم الإرادة ،فهناك من يرده إلى العادة
وهناك من يرده إلى الإرادة والإشكال المطروح هنا أيهما يخدم التكيف ويجسده على ارض الواقع العادة
أم الإرادة؟ أو بصيغة أخرى هل العادة أم الإرادة تحقق التكيف مع الواقع؟وماهي الحجج لذلك؟
الموقف الاول
: إن العادة واكتسابها ناتج عن أعمال لها الأثر الكبير في تنظيم المجتمع وتأقلم الفرد مع محيطه
الذي ينتمي إليه هذا يعني أن العادة تؤدي إلى التكيف مع المجتمع من خلال ما تقدمه للفرد من
خدمات للفرد،حيث أنها تكسبه الخبرة والفاعلية في أداء أعماله ذلك أن العمل في أوله صعبا
وشاقا،مع التعود يصبح آليا وسهلا مثلا الفرق بين حداد يملك الخبرة وآخر ذو خبرة من التعليم
المتوسطة حيث يقول أرسطو ،كما أن العادة تساهم في سرعة الانجاز والإتقان وتوفر الجهد،وكذا
الاقتصاد في الوقت ،ثم إن العادة تغرس في الإنسان المبادئ التربوية الحميدة في سن الطفولة
فالطفل يكتسب أكثر من عادة بالتقليد والتعود والتدريب فالتعود على أمر يساهم في تعلم آخر مثل
تعلم قيادة دراجة هوائية فتسهل ركوب دراجة نارية. ثم أن العادة تحرر المراكز العصبية من الانتباه
المستمر لموضوع واحد وتوفر الجهد الإداري كالكتاب كاملة على الحاسوب والتحدث مع شخص آخر،كما
تساهم العادات الاجتماعية في تدعيم الروابط الاجتماعية وإحداث التفاهم بين أفراد المجتمع مثل الاحتفال
بالمناسبات الدينية،كما أن العادة تأخذ قسطا كبيرا من سلوك الإنسان في اللباس والطعام والمناقشة،حيث
يقول موسليني ثم إن بعض العادات تغذي في الإنسان الثقة بالنفس وتجعله يواجه الآخرين كالخطابة
مثلا وتساهم العادة في اضفاف الحساسية وتقوية الفاعلية العضوية عند الإنسان التعود على
إجراء العمليات الجراحية (الجراح) حيث يقول روس
النقد: بالرغم من كل ما سبق إلا أن هذا غير كاف في إحداث عمليات التكيف مع الواقع فهي تشل
إرادة الإنسان فتصيبه بالجمود والآلية،يقول الشاعر الفرنسي بودرو ولهذا نجد روسو يقول
كما أنها تلغي فاعلية العقل في التكيف.
الموقف الثاني
: إن الإرادة مصدرها العقل ولذلك فهي تحقق التكيف مع المجتمع أكثر ولا يمكن أن تتحقق
الإرادة إلا ضمن مجموعة شروط تسمح بذلك منها : تصور المثل إذ تجعل الإنسان قادرا
على تحمل الصعاب والتعب والإرهاق من اجل بلوغ الهدف المنشود وأيضا الإيمان بالنفس كالتلميذ
ضعيف الإرادة لا يصل إلى النجاح لأنه يظن انه
لا يستطيع الدراسة ولا حتى الفهم بينما قوي الإرادة يحب نفسه قادرا على فعل كل شيء
ويقول جون تشارلز;،وتساهم الإرادة في تنظيم الأفكار فالإرادة الصحيحة تعتمد على قوة الأفكار
وتنظيمها يقول احد اذ أن أعظم الرجال هم الذين لهم القدرة على السيطرة على عواطفهم وإرادة
أنفسهم،يقول كونفويشيوس ،ثم إن الإرادة تخرجنا من الملل والروتين والتحجر من خلال الوعي
بأفعالنا فتساهم في التكيف مع المواقف الطارئة يقول كانط
النقد: بما أن الإرادة ليست وحيا ولا سلوكا موروثا،فإنما هي نشاط وقرارات ناتجة عن التربية
وعليه إذا كانت هذه الأخيرة سيئة فإن الإرادة سيئة،وكذلك تأثير الرغبات الجامحة(الهوى-التمني)،يعيق
الإرادة وبالتالي يبدد السلوك والإرادة المنقوصة مرحلة من مراحلها خاصة التنفيذ يؤدي
إلى الاضطراب في السلوك والعجز عن تحقيق الأهداف.
التركيب:
إن تحقيق التكيف مع الواقع لا يتم إلا بإحداث التوافق والتوازن بين العادة والإرادة فالعلاقة بينهما علاقة تكامل في خدمة الإنسان،فالعادة تكتسب الإنسان المرونة والفاعلية والإتقان والإرادة تسيرها وفقا لأوامر العقل ومتطلباته
. الخاتمة:
إن تكيف الإنسان مع الطبيعة والمجتمع لا يتم له بالعادة وحدها أو بالإرادة وحدها فهما يشكلان مرتكزا يؤسس عليه الإنسان وينطلق منه في التكيف مع الواقع المحيط به





الرد السريع




الانتقال السريع

الساعة الآن
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق يتم بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتدى المسيلة الجزائري ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )